الرثاء الأليم في الأندلس ومعاهدة قشتالة
الوليد بن طريف "لايفل الحديد إلا الحديد"
هو الوليد بن طريف الشاري التغلبي الوائلي رأس الخوارج في عصره وأكبر الثائرين على دولة بني العباس أيام حكم (هارون الرشيد) وقد اشتدت شوكته وكثر أتباعه فأرسل إليه الرشيد القواد والجيوش فهزمهم وفل جمعهم،
ومن الواضح والجلي للقراء والمطلعين على التاريخ ملازمة لقب الشاري للوليد التغلبي وغيره من بعض خوارج عصره ومن الخطأ الشائع ربط هذا الاسم بالنسب إلا انه في حقيقة الامر ليس سوى تسمية اتخذها هؤلاء الخوارج لانفسهم فسموا أنفسهم "الشراة" ، كمن باعوا أرواحهم في الدنيا و أشتروا النعيم في الآخرة والمفرد لها "شار" يقول الوليد بن طريف في التعريف نفسه في المعارك التي يخوضها:
انا الوليد بن طريف الشاري جوركم أخرجني من داري
أصبح الوليد بن طريف خطراً عظيما يهدد الدولة العباسية ومقرها بغداد فأصبح من بالشماسية يخشى سطوته وصولته، فأنتدب الرشيد له يزيد بن مزيد من بني مطر من بني شيبان البكري الوائلي، وهو الذي يعرف عنه بالولاء لـ الرشيد وذلك بعدما أشار إليه مستشاره ابن البطاح حيث قال له:
دع وائل بعضها يقتل بعضاً لا يفل الـحديد إلا الـحديد
حشد الوليد جموعاً كثيرة فأخذ يزيد بن مزيد الشيباني يخاتله ويراوغه لكثرة من معه من العرب وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد فأغرو به الرشيد و قالوا: إنه يراعيه لأجل الرحم وكلاهما من بني وائل و إلا فشوكة الوليد يسيرة، وهو يواعده و ينتظر ما يكون من أمره، فوجه إليه الرشيد كتاب مغضب و قال: لو وجهت أحد الخدم لقام بأكثر ممّ تقوم به ولكنك مداهن متعصب و أمير المؤمنين يقسم بالله لئن أخرت مناجزة الوليد ليبعثن إليك من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين، فبلغ الجهد بـ ابن مزيد كل مبلغ أثناء حربه حتى قتله وفل جمعه وذلك في سنة 179هــ عشية أول خميس في شهر رمضان ، و هي واقعة مشهورة تضمنتها التواريخ فلما قتل الوليد صبحتهم أخته الفارعة بنت طريف وعليها الدرع تستعرضهم برمحها فقال يزيد "دعوها فركب وضرب بغلتها وقال اغربي غربك الله لقد فضحتي العشيرة" فاستحت وعادت ثم قالت ترثيه:
الفارعة ترثي أخاها
بتلِّ نهاكـي رسمُ قبـرٍ كأنـهُ على جبلٍ فوق الجبال منيفِ
تضمّن مجداً عدْمليـاً وسؤدداً وهمةَ مقـدامٍ ورأسَ حصيف
فيا شجر الخابورِ مالـكَ مورقا كأنك لم تحزنْ على ابن طريف
فتى لا يحب الزادَ إلا من التقى ولا المـالَ إلا من قنـاً وسيوف
ولا الذخر إلا كلَّ جرداء صلـدمٍ مُعـاودةٍ للكرتين صفـوف
كأنك لم تشهـدْ هناك ولم تقـمْ مقاماً على الأعداء غيرَ خفيـف
ولم تستلمْ يوماً لردّ كريهةٍ من السرْدِ في خضراءَ ذاتِ رفيف
ولم تسعَ يوم الحربِ والحربُ لاقحٌ وسمرُ القنا ينكْزنهـا بأنوف
حليفُ الندى ماعاش يرضى به الندى فإن مات لايرضى الندى بحليف
فقدناكَ فُقـدانَ الربيعِ وليتنــا فدينـاكَ مـن فتياننـا بألـوف
وما زال حتى أزهق الموتُ نفسه شجاً لعدوٍّ أو نجـاً لضعيف
ألا يا لَقومي للنوائـبِ والردى ودهـرٍ ملـحٍ بالكرام عنيـف
ألا يا لقومي للنوائـب والردى وللأرضِ همّـت بعده برجوف
وللبدرِ من بين الكواكب قد هوى وللشمـس همّتْ بعده بكسوف
وللَيث كـلّ الليـثِ إذ يحملونه إلى حفـرةٍ ملحودةٍ وسقيـف
ألا قاتلَ اللهُ الحشى حيث أضمرت فتىً كان للمعروف غير عيوف
فإن يكن أرداهُ يزيدُ بـنُ مزيدٍ فربَّ زحوفٍ لفّها بزحـوف
عليـه سـلامُ الله وقْفاً فإننـي أرى الموتَ وقّاعاً بكلِّ شريف
رثاء المُهَلهِل بن ربيعة لأخاه كليباً
قيل لأعرابي :
ما بال المراثي أجود أشعاركم ؟
قال :
لأننا نقولها وأكبادنا تحترق .
ان كان هناك روائع ضمن قصائد الرثاء ، فلابد ان تكون هذه القصيدة هي اروع ما قيلَ في ذلك .
قصيدة ذات الفروع الشهيرة / مفاخر العرب العرباء
محمد بن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الهاشمي العلوي الحسني اليمني رحمه الله تعالى (600هـ-632هـ )
وهي قصيدة عظيمة في القبائل العدنانية